القرآن الكريم للجميع » تفسير ابن كثر » سورة لقمان
وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32) (لقمان) 

ثُمَّ قَالَ تَعَالَى " وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْج كَالظُّلَلِ " أَيْ كَالْجِبَالِ وَالْغَمَام " دَعَوْا اللَّه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين " كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَإِذَا مَسَّكُمْ الضُّرّ فِي الْبَحْر ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ " وَقَالَ تَعَالَى " فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْك" الْآيَة قَالَ تَعَالَى " فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِد " قَالَ مُجَاهِد أَيْ كَافِر كَأَنَّهُ فَسَّرَ الْمُقْتَصِد هَهُنَا بِالْجَاحِدِ كَمَا قَالَ تَعَالَى " فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ " وَقَالَ اِبْن زَيْد هُوَ الْمُتَوَسِّط فِي الْعَمَل وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ اِبْن زَيْد هُوَ الْمُرَاد فِي قَوْله تَعَالَى " فَمِنْهُمْ ظَالِم لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِد" الْآيَة فَالْمُقْتَصِد هَهُنَا هُوَ الْمُتَوَسِّط فِي الْعَمَل وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون مُرَادًا هُنَا أَيْضًا وَيَكُون مِنْ بَاب الْإِنْكَار عَلَى مَنْ شَاهَدَ تِلْكَ الْأَهْوَال وَالْأُمُور الْعِظَام وَالْآيَات الْبَاهِرَات فِي الْبَحْر ثُمَّ بَعْدَمَا أَنْعَمَ عَلَيْهِ بِالْخَلَاصِ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُقَابِل ذَلِكَ بِالْعَمَلِ التَّامّ وَالدَّءُوب فِي الْعِبَادَة وَالْمُبَادَرَة إِلَى الْخَيْرَات فَمَنْ اِقْتَصَدَ بَعْد ذَلِكَ كَانَ مُقْتَصِرًا وَالْحَالَة هَذِهِ وَاَللَّه أَعْلَم. وَقَوْله تَعَالَى " وَمَا يَجْحَد بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلّ خَتَّار كَفُور " فَالْخَتَّار هُوَ الْغَدَّار قَالَهُ مُجَاهِد وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَمَالِك عَنْ زَيْد بْن أَسْلَمَ وَهُوَ الَّذِي كُلَّمَا عَاهَدَ نَقَضَ عَهْده وَالْخَتْر أَتَمّ الْغَدْر وَأَبْلَغه . قَالَ عُمَر بْن مَعْد يَكْرِب : وَإِنَّك لَوْ رَأَيْت أَبَا عُمَيْر مَلَأْت يَدَيْك مِنْ غَدْر وَخَتْر وَقَوْله " كَفُور " أَيْ جَحُود لِلنِّعَمِ لَا يَشْكُرهَا بَلْ يَتَنَاسَاهَا وَلَا يَذْكُرهَا .
كتب عشوائيه
- مفتاح السعادةيبين الكاتب أن الإسلام يحث المسلم على إنفاق ماله في سبيل ما يحبه الله ويرضاه، وأن البر والإحسان مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة، والمال الذي ينفق لوجه الله-تعالى- لاينقص منه شيئا، بل يزاد ويبارك في هذا المال من حيث لا يحتسبه صاحبه، وغيرها من الأمور التي تتعلق بالبر والإحسان مقارنة بالأدلة من القرآن والسنة وبعض النماذج الواقعية. الطريق الوحيد لتحقيق السعادة الحقيقية هو الإسلام وما يدعو إليه من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر.
المؤلف : AbdulRahman Bin Abdulkarim Al-Sheha
الناشر : http://www.islamland.com - Islam Land Website
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/261378
- فقه السنة-
المؤلف : Sayid Sabiq
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/51828
- معنى شهادة لا إله إلا اللهمعنى شهادة لا إله إلا الله: رسالة مختصرة تبين مكانة لا إله إلا الله في الحياة، وفضلها، وإعرابها، وأركانها وشروطها ومعناها، ومقتضاها، ومتى ينفع الإنسان التلفظ بها، ومتى لا ينفعه ذلك، وآثارها.
المؤلف : Saleh Bin Fawzaan al-Fawzaan
الناشر : http://www.islammessage.com - Islam Message House Website
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/1223
- تنمية الإيمان في الأطفالتنمية الإيمان في الأطفال: من الأمور الواجب التنبُّه لها في تربية الأطفال هو بثُّ الروح الإيمانية في قلوبهم، من تعليمهم أركان الإيمان بصورة مُبسَّطة، وهذا ما تجده في هذا الكتاب.
المدقق/المراجع : Muhammad AbdulRaoof
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/321774
- شمائل النبي محمد صلى الله عليه وسلمهذا الكتاب مقدم من موقع نصرة نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – الذي يبين نواحٍ متعددة من حياته – عليه الصلاة والسلام. يحوي الكتاب موضوعات مثل: أخلاقه وآدابه، عدالته المثالية، حياته البسيطة، حبه للفقراء، سماحته مع غير المسلمين. يشمل الكتاب أيضًا نقاط مهمة مثل: كيف أصلح النبي مجتمعه وهل يمكن أن يقتدي المسلمون به، وكيف غرس الأخوة في قلوب المؤمنين.
الناشر : http://www.rasoulallah.net - Website of Rasoulullah (peace be upon him)
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/329737