القرآن الكريم للجميع » تفسير ابن كثر » سورة يونس
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۖ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (3) (يونس) 

يُخْبِر تَعَالَى أَنَّهُ رَبّ الْعَالَم جَمِيعه وَأَنَّهُ خَلَقَ السَّمَوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام قِيلَ كَهَذِهِ الْأَيَّام وَقِيلَ كُلّ يَوْم كَأَلْفِ سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ كَمَا سَيَأْتِي بَيَانه ثُمَّ اِسْتَوَى عَلَى الْعَرْش وَالْعَرْش أَعْظَم الْمَخْلُوقَات وَسَقْفهَا قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم : حَدَّثَنَا حَجَّاج بْن حَمْزَة حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَة حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد قَالَ : سَمِعْت سَعْدًا الطَّائِيّ يَقُول : الْعَرْش يَاقُوتَة حَمْرَاء وَقَالَ وَهْب بْن مُنَبِّه خَلَقَهُ اللَّه مِنْ نُوره وَهَذَا غَرِيب وَقَوْله " يُدَبِّر الْأَمْر " أَيْ يُدَبِّر أَمْر الْخَلَائِق " لَا يَعْزُب عَنْهُ مِثْقَال ذَرَّة فِي السَّمَوَات وَلَا فِي الْأَرْض " وَلَا يَشْغَلهُ شَأْن عَنْ شَأْن وَلَا تُغْلِطهُ الْمَسَائِل وَلَا يَتَبَرَّم بِإِلْحَاحِ الْمُلِحِّينَ وَلَا يُلْهِيه تَدْبِير الْكَبِير عَنْ الصَّغِير فِي الْجِبَال وَالْبِحَار وَالْعُمْرَانِ وَالْقِفَار " وَمَا مِنْ دَابَّة فِي الْأَرْض إِلَّا عَلَى اللَّه رِزْقهَا " الْآيَة " وَمَا تَسْقُط مِنْ وَرَقَة إِلَّا يَعْلَمهَا وَلَا حَبَّة فِي ظُلُمَات الْأَرْض وَلَا رَطْب وَلَا يَابِس إِلَّا فِي كِتَاب مُبِين " وَقَالَ الدَّرَاوَرْدِيّ عَنْ سَعْد بْن إِسْحَاق بْن كَعْب بْن عُجْرَة أَنَّهُ قَالَ حِين نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة " إِنَّ رَبّكُمْ اللَّه الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَات وَالْأَرْض " الْآيَة لَقِيَهُمْ رَكْب عَظِيم لَا يَرَوْنَ إِلَّا أَنَّهُمْ مِنْ الْعَرَب فَقَالُوا لَهُمْ مَنْ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا مِنْ الْجِنّ خَرَجْنَا مِنْ الْمَدِينَة أَخْرَجَتْنَا هَذِهِ الْآيَة رَوَاهُ ابْن أَبِي حَاتِم وَقَوْله " مَا مِنْ شَفِيع إِلَّا مِنْ بَعْد إِذْنه " كَقَوْلِهِ تَعَالَى " مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَع عِنْده إِلَّا بِإِذْنِهِ " وَقَوْله تَعَالَى " وَكَمْ مِنْ مَلَك فِي السَّمَوَات لَا تُغْنِي شَفَاعَتهمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْد أَنْ يَأْذَن اللَّه لِمَنْ يَشَاء وَيَرْضَى " وَقَوْله " وَلَا تَنْفَع الشَّفَاعَة عِنْده إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ " وَقَوْله " ذَلِكُمْ اللَّه رَبّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ " أَيْ أَفْرِدُوهُ بِالْعِبَادَةِ وَحْده لَا شَرِيك لَهُ " أَفَلَا تَذَكَّرُونَ " أَيْ أَيّهَا الْمُشْرِكُونَ فِي أَمْركُمْ تَعْبُدُونَ مَعَ اللَّه إِلَهًا غَيْره وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْمُتَفَرِّد بِالْخَلْقِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى " وَلَئِنْ سَأَلْتهمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّه " وَقَوْله " قُلْ مَنْ رَبّ السَّمَوَات السَّبْع وَرَبّ الْعَرْش الْعَظِيم سَيَقُولُونَ اللَّه قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ " وَكَذَا الْآيَة الَّتِي قَبْلهَا وَاَلَّتِي بَعْدهَا .
كتب عشوائيه
- الدعاء: آدابه - أوقاته - شروطه - أخطاؤهالدعاء: «الدعاء هو العبادة»، هكذا قال - عليه الصلاة والسلام -، وللدعاء شروط وآداب لا بد من مراعاتها ليكون الدعاء أحرى بالإجابة، لذا كان هذا الكتاب الذي يجمع عددًا من الآيات والأحاديث التي تبين أحكام الدعاء، بالإضافة إلى الأذكار المقيَّدة والمطلقة.
المؤلف : Abdul Aziz Bin Mohammed Al-Dowaish
المدقق/المراجع : Muhammad AbdulRaoof
الناشر : Cooperative Office for Propagation, Guidance, and Warning of Expatriates in the city of Albatha - A website Islamic Library www.islamicbook.ws
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/328611
- فقه الحجفالحج فريضة ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع، فمن أنكر فرضيته وهو يعيش بين المسلمين فهو كافر، أما من تركه مع إقراره بفرضيته فليس بكافر على الصحيح، ولكنه آثم مرتكب كبيرة من أعظم الكبائر. - الملف مقتبس من سلسلة الأحاديث الصحيحة والضعيفة للمؤلف - رحمه الله -.
المؤلف : Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee
المترجم : Abbas Abu Yahya
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/185441
- أحكام الجنازة
المؤلف : The Memphis Dawah Team
الناشر : Memphis Dawah
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/1281
- تنمية الإيمان في الأطفالتنمية الإيمان في الأطفال: من الأمور الواجب التنبُّه لها في تربية الأطفال هو بثُّ الروح الإيمانية في قلوبهم، من تعليمهم أركان الإيمان بصورة مُبسَّطة، وهذا ما تجده في هذا الكتاب.
المدقق/المراجع : Muhammad AbdulRaoof
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/321774
- آفات اللسانآفات اللسان: رسالة في بيان خطر آفات اللسان على الفرد والمجتمع، والأمة الإسلامية.
الناشر : Islamic Propagation Office in Rabwah
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/1239