تفسير ابن كثر - سورة الصافات

فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) (الصافات)

ذَكَرَ تَعَالَى أَنَّهُمْ يَأْكُلُونَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَة الَّتِي لَا أَبْشَع مِنْهَا وَلَا أَقْبَح مِنْ مَنْظَرِهَا مَعَ مَا هِيَ عَلَيْهِ مِنْ سُوء الطَّعْم وَالرِّيح وَالطَّبْع فَإِنَّهُمْ لَيَضْطَرُّونَ إِلَى الْأَكْل مِنْهَا لِأَنَّهُمْ لَا يَجِدُونَ إِلَّا إِيَّاهَا وَمَا هُوَ فِي مَعْنَاهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى " لَيْسَ لَهُمْ طَعَام إِلَّا مِنْ ضَرِيع لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوع " وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم رَحِمَهُ اللَّه حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَمْرو بْن مَرْزُوق حَدَّثَنَا شُعْبَة عَنْ الْأَعْمَش عَنْ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا هَذِهِ الْآيَة وَقَالَ " اِتَّقُوا اللَّه حَقَّ تُقَاته فَلَوْ أَنَّ قَطْرَة مِنْ الزَّقُّوم قُطِرَتْ فِي بِحَارِ الدُّنْيَا لَأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْل الْأَرْض مَعَايِشَهُمْ فَكَيْفَ بِمَنْ يَكُون طَعَامه ؟ " وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَهْ مِنْ حَدِيث شُعْبَة وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن صَحِيح .

28/3/2024 8:41:19
http://quran2all.com